الانتماء هو ان نفتدي وطننا بكل ما نملك ونضحي بالغالي والنفيس من أجل هذا الوطن وأن نفتخر به والمواطنة هي أن أعرف حقوقي وواجباتي .
والانتماء ايضا هو ان انتمي الي بيتي واسرتي وحارتي وشارعي ومدينتي ومحافظتي ومصريتي بدون تعصب جاهلي مملوء بالحب الذي يكون ذائبا في دماء عروقي وعروق كل مواطن مصري مخلص وشريف ويكون ممتدا الى جذور هذا الوطن مهما حدث فيه من تغيرات وهو تعبير عن الأصالة المتجذرة منذ الآف السنين .
لقد كان الانتماء هو المحرك والاساس الذي يجعل المواطن يدافع عن وطنه بكل ما يملك وهذا ظهر جليا في حروب 1956 وفي حرب الاستنزاف وفي حرب 1973 وتكاتف الشعب مع الجيش وقياداته وقام بصناعة المستحيل.
ولقد ظهر الانتماء المعاكس بعد عصر الانفتاح بواسطة الجماعات التي نشأت في غياب الرسالة الدينية السمحة الأزهرية والوسطية والتي تغلغلت في داخل الازهر نفسه والتي سكنت داخل المساجد واستهدفوا جيلا بديلا لجيل ثورة 23يوليو الذي تربى على الوطنية الخالصة والانتماء والولاء لمصرنا الحبيبة واوهموا الشباب بأن يتجهوا لكليات القمة حتى تأخونت اغلبها ونزعوا الانتماء واصبح الانتماء لهذه الفئة وهذه الجماعات والتي اوجعت ظهر الوطن بأفكارهم الشيطانية والتي كان الدين منها بريئا وساهم بعض رموزهم في تيسير مصالحهم للعبث بأمن الاوطان تأمينا لأفكارهم ولمصالحهم الخبيثة مع ارتباطهم بجهات خارج الوطن لتقسيمه تحت اسماء ولايات اسلامية واوهموهم بكراهية الجيش والشرطة واعطوهم الوصفات الضالة والكبسولات الشيطانية والمغلفة بصكوك الغفران والمغفرة ونيل جنات عدن تجري من تحتها الانهار وزواج الحور العين .
لقد استهدفوا شبابا في عمر الزهور واسقوه ماء التمرد وماء اللا انتماء للوطن والانتماء للتفجير وللحرق والقتل والاحزمة الناسفة تيمنا بالمغفرة.
لقد استهدفوا عقول الشباب بأن وطنك هو العالم بأسره وليس التي تعيش فيه.
لقد عششوا في الخريطة الذهنية للشباب ان كل ما لاينتمي لتلك الافكار يكون كافرا مرتدا عن دينه .
لقد رسموا في عقول الشباب الجهاد الأعور الأعمى والأعرج والنطيح وما أكل السبع والمشكوك فيه.
لقد استغلوا البطالة التي يعاني منها الشباب واعطوهم اموال التبرعات التي جمعوها لتغذيتهم بافكارهم الجهادية ولكي ينضموا لجبهة النصرة وداعش وابي لهب وابي موسى البغدادي
والحل الآن في أن نقول للأزهر الشريف لاتنسى دورك في تنقية خطابك الديني وتجديده المبني على السماحة والحب والدين الوسطي
كما لابد ان يكون هناك دعوة للأمن الفكري واخراج ما عشش في عقول هؤلاء الشباب من افكار ضالة وتعريفهم ان الانتماء للوطن هو الإيمان بعينه
وعلى القيادة السياسية ان تستحوذ على شباب الوطن عموميته وخصوصيته وتربيهم تربية وطنية خالصة بإصلاح التعليم وأن يكون للمؤسسات الشبابية والدينية دور كبير في اخراج الافكار الشيطانية وادخال الأفكار الوطنية
لأننا لا نريد أن نشاهد حبارة آخر و اسلامبولي آخر أو بن لادن آخر بعد إعدامهم وبعد ارتكابهن للجرائم التي ارتكبها في حق الوطن وبإسم الجهاد المزيف.